سياسة

رفض نتنياهو لـ”الاتفاق الأمني” يضع سوريا أمام تداعيات خطيرة واستحقاقات مصيرية

خاص أحوال ميديا

في تطور مفاجئ يعكس تعقيد المشهد التفاوضي، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوقيع على الاتفاق الأمني المزمع مع الجانب السوري، رغم الموافقة المبدئية للمفاوض السوري على البنود التي نشرها معهد دراسات الحرب. هذا الرفض يأتي في سياق متشابك من المصالح الدولية والإقليمية، ويدق ناقوس الخطر حول مستقبل السيادة السورية.

تفاصيل الرفض الإسرائيلي واستراتيجية المماطلة
عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً طارئاً مساءً لدراسة بنود الاتفاق، حيث ظهرت انقسامات داخلية بين تيار يرى في الاتفاق مكسباً استراتيجياً، وآخر يطالب بالمزيد من التنازلات.

وقد أسفر الاجتماع عن:
· رفض جماعي للاتفاق الحالي والمطالبة ببنود إضافية
· الإصرار على الاحتفاظ بالمنطقة العازلة التي دخلتها القوات الإسرائيلية
· اشتراط ضمان أمن السويداء بأيدي إسرائيلية مباشرة
· رفض الانسحاب من أراض إضافية تشمل قمة جبل الشيخ حتى قلعة الجندل

مقارنة تاريخية مفجعة
بينما نجح رجال الكتلة الوطنية السورية في الأمم المتحدة عام 1945 في تحقيق الاستقلال الكامل لسوريا،نجد اليوم مفاوضات تمس جوهر السيادة الوطنية. هذه المفارقة التاريخية تثير تساؤلات عميقة حول طبيعة النظام التفاوضي الحالي وأهدافه الحقيقية، خاصة في ظل غياب الشفافية والمشاركة الشعبية.

ردود الفعل الدولية والمفاجآت الدبلوماسية
أثار الموقف الإسرائيلي صدمة في أوساط إدارة ترامب ، حيث أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى اكتمال 99% من بنود الاتفاق، وأشار إلى أن التأجيل لمدة أسبوعين يأتي لأسباب داخلية إسرائيلية، مما يظهر تعقيد المشهد التفاوضي وهشاشة التوافقات الدولية.

تناقضات خطيرة في الخطاب السياسي
يكشف تحليل خطاب سلطة الأمر الواقع تناقضات صارخة بين:
· الشعارات الثورية حول تحرير القدس والأقصى
· والواقع العملي المتمثل في التنازلات والتطبيع مع القوانين الدولية
· الوعود البراقة برفع العقوبات وجذب الاستثمارات
· والحقيقة المريرة للشروط المجحفة المفروضة

الشروط الأمريكية الجديدة: تحديات وجودية
حددت الإدارة الأمريكية شروطاًجديدة لرفع العقوبات تشكل تحديات وجودية للكيان السوري، منها:
· الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش (ما يتعارض مع الخطاب الأيديولوجي السابق)
· إبعاد المقاتلين الأجانب (تحدٍ لوجستي وأمني معقد)
· حماية الأقليات (اختبار حقيقي للتعددية)
· محاسبة المسؤولين المتورطين في انتهاكات (استحقاق عدالي شائك)

تحذيرات النخب وصوت العقل

تجرأ عدد من المثقفين والسوريين البارزين على انتقاد الاتفاق،منهم:
· د. مروان قبلان: وصف الاتفاق بـ”الإذعان الإسرائيلي” وحذر من تداعياته
· الشيخ معاذ الخطيب: اعتبره “اتفاقاً شخصياً لا يعبر عن إرادة السوريين”
· د. بشار القادري: وصفه بـ”الاتفاق المذل” ودعا لمراجعة شاملة

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى